بقلم الصحفي المحرر د.محمد بوزيان
دون سابق موهبة الفنان جلولي ميلود عازف على آلة العود منتسب بالمجلس الوطني للفنون والأدب من بشار تميز عن غيره بمقر سكناه بالحي الشعبي الدبدابة باقامة ورشة لتصليح الآلات الموسيقية الوترية ” العود، الكمان، القيطار، القنمبري آلة الرباب وغيرهم…هذا إلى جانب عرض تلك الالات الموسيقية كمتحف فني لم يسبق لأحد عرضه وذلك بأبسط وسائل المادية رغم أنه يتقاضى منحة الشيخوخة 3000دج التي لا تغني ولا تسمن من جوع..
الفنان جلولي ميلود الموهوب له زاد مسيرة فنية منذ السبعينيات وذلك باسهاماته في مواسم الأعراس والحفلات الدينية والوطنية وها هو بهذا الإبداع المميز يقتحم مقام ومصاف المنتج و الخلق من العدم حيث أبدع بانامله آلة الرباب من جدع النخل بأبسط الأدوات والامكانيات مع الإشارة بأن له تجربة حرفية في النجارة. كما سبق له المشاركة في التظاهرات الصناعة التقليدية والحرف وعرفت إبداعات لالة الرباب من جدع النخل صدى واسعا إلا أن لم يأخذ بيده لتطوير هذا المنتوج الفني لتلك الآلة العريقة قديمة العهد بالمغرب العربي باعتبارها موروث ثقافي تقليدي للموسيقى العربية الشعبية للموسيقى الصوفيه والمالوف وتعتبر آلة الرباب الوترية من بين الغتاصر الأساسية التي ترتكز عليها مقومات الشخصية الفنية الموسيقية بالمغرب العربي وتمثل جزاءا هاما من الإبداع الإنساني وشاهد ماديا على التعامل الحاصل بين العلم والفن والصناعة والذكاء في مختلف أوجه النشاط الإنساني في أي مجتمع من المجتمعات، فالالات الموسيقية لا سيما آلة الرباب الوترية التقليدية لها دلالات من رموز ومعان وجديرة بأن نوليها ما تستحقه من اهتمام وعناية. تبارك الرحمان وما أبدع الفنان جلولي ميلود وان دل هذا على شيء إنما يدل على غيرته وعشقه للفن روحا وايمانا غايته إحياء التراث الموسيقى الفني التقليدي والمحافظة عليه من الاتدثار.
ونتعرف عن آلة الرباب ومميزاته الموسيقية الشعبية العربية وخصوصياته الاروغانولوجية. ومن المنظور اللغوي فان الرباب حسب ما اورده ابن منظور في كتابه الموسوم ” لسان العرب ” يعرف الرباب ” بأنه سحاب أبيض واحدته ربابة. وقال أبو عبيد ” الربابة بالفتح هي السحابة التي قد ركب بعضها بعضا وجمعها رباب وبها سميت المرأة الرباب ” رباب اسم لالة الطرب مأخوذ من فعل ربب بمعنى رن او أرن. يصف الفارابي الربابة في كتابه الموسيقى الكبير بقوله ” وهذه الآلة أيضا من الآلات التي تتخرج نغمها بقسمة الأوتار التي تستعمل فيها وتر واحد وربما استعمل اثنان متساويا الغلظ ويجعل ازيدهما غلظا حاله في هذه الآلة حال المثلث في العود وحال الاقصر غلظا في هذه الآلة حال المثنى في آلة العود.
وفي هذا السياق يذكر عثمان الكفاك ما يلي” وللرباب دور عظيم في الفنون بالمغرب العربي حتى الأندلس فهو آلة المداحين الشعبيين والة المدح النسائية كما هو الشأن عند التوارق، وفي الزوايا وتعرف جوقتهن بالربابية وقد إنتقل الرباب إلى أوروبا عن طريق الأندلس وسموه ” ريبيك ” وكان الزجالون الفرنسيون من القرن التاسع على عهد غليوم الا كويتاين إلى القرن السادس عشر على عهد رونسار زعيم مدرسة ” الاليادة ” الأدبية ” بلياد”، ولولي في القرن التاسع عشر وكان يستعملها الموسيقيون الشعراء على خد السواء.
فن آلة الرباب كادت تندثر وذلك بعد قلة العازفين في اوائل القرن واوساطه. ونذكر احد العازفين البارزين منهم إبراهيم التبسي…
ودام الإبداع وانامل جلولي ميلود نبض الفؤاد أوزانا أرق الألحان ورنين الرباب.
