دعت الجزائر إلى حشد المَزيدِ مِنْ التَّمْويلِ بِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ خِلالِ أَدَواتِ الِاتِّحادِ الأوروبّيِّ لِلتَّعَاوُنِ الدَّوْليِّ والتَّنْميَةِ، مِنْ أَجْلِ تَنْفيذِ المَشَارِيعِ الِاجْتِماعيَّةِ والِاقْتِصاديَّةِ وَإِعادَةِ الإِدْمَاجِ، وذلك من أجل مكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية وَكَذَا لِغَرَضِ مُكافَحَةِ شَبَكاتِ تَهْريبِ المُهَاجِرِينَ والِاتِّجارِ بِالْبَشَرِ.
وقال الوزير الأول في كلمة له باسم رئيس الجمهورية خلال مشاركته في المؤتمر الدولي حول التنمية والهجرة بروما، إنه يتعين أن يكون هناك تعاون بَيْنَ الشَّمالِ وَالجَنُوبِ مَكانَةً هامَّةً لِتَقْدِيمِ اَلْمُساعَدَةِ والدَّعْمِ إِلَى دُوَلِ الجَنوبِ، لَاسِيَّمَا مِنْ خِلالِ رَفْعِ مُسْتَوَى المُسَاهَمَاتِ المُقَدَّمَةِ إِلَى هَذِهِ الدّوَلِ فِي مَجالاتِ التَّنْمِيَةِ.
وأكد الوزير الأول بن عبد الرحمان أنها هذه هي الرؤية التي تتبناها الدولة الجزائرية إزاء هذه الظاهرة، حيث تَبْذُلُ جُهُودًا حَثيثَةً لِدَعْمِ السِّلْمِ والِاسْتِقْرارِ فِي المِنْطَقَةِ وَمُجابَهَةِ التَّحَدّياتِ الأَمْنيَّةِ، كَمَا تُواصِلُ دَعْمَها لِمَسَاعِي التَّنْمِيَةِ فِي المِنْطَقَةِ وَإِفْريقيا.
وجدد بن عبد الرحمان التذكير بأن الرئيس تبون قرر مُؤَخَّرًا، تَخْصيصَ مَبْلَغٍ قَدْرُهُ 1 مِلْيارَ دُولَارٍ لِدَعْمِ التَّنْمِيَةِ وَالِانْدِمَاجِ فِي الدّوَلِ الإِفْريقيَّةِ.
وأضاف:” أَصْبَحَتْ الهِجْرَةُ تَطْرَحُ تَحَدّياتٍ أَمْنيَّةً خَطيرَةً بِفِعْلِ مَا يُصاحِبُها مِنْ تَنامٍ لِلْجَرِيمَةِ المُنَظَّمَةِ، وَاَلْاخْتِراقاتِ اَلَّتِي تَعْرِفُها شَبَكاتُ التَّهْرِيبِ والِاتِّجارِ بِالْبَشَرِ، مِنْ قِبَلِ مُنَظَّماتٍ تَخْريبيَّةٍ، لِتَسْهِيلِ حَرَكَةِ الإِرْهَابِيِّينَ بِهُوِيَّاتٍ مُزَيَّفَةٍ”.
وتابع: “وَقَدْ تَحَوَّلَتْ الجَزائِرُ بِحُكْمِ مَوْقِعِها الجُغْرافيِّ اَلِاسْتِراتيجيِّ، والتَّنْميَةِ الِاقْتِصاديَّةِ اَلَّتِي عَرَفَتْها فِي الفَتْرَةِ الأَخيرَةِ مِنْ بَلَدِ مَصْدَرٍ وَعُبورٍ إِلَى بَلَدِ اسْتِقْبالٍ واسْتِقْرارٍ لِلْمُهَاجِرِينَ القادِمينَ مِنْ دوَلِ مِنْطَقَةِ السَّاحِلِ والصَّحْراءِ، وَمِن بَعْضِ مَناطِقِ النِّزاعِ فِي بَعْضِ البُلْدانِ العَرَبيَّةِ”.
وأردف: “تَبَنَّتْ الجَزائِرُ لِعِدَّةِ سَنَوَاتٍ، بِحُكْمِ تَضَامُنِهَا الدّائِمِ مَعَ دوَلِ الجِوَارِ سياسَةً مُتَساهِلَةً لِحَدٍّ مَا تُجاهَ هَذِهِ التَّدَفُّقَاتِ وَهُوَ مَا أَدَّى إِلَى ارْتِفاعٍ غَيْرِ مَسْبُوقٍ فِي أَعْدادِ المُهَاجِرِينَ غَيْرِ الشَّرْعِيِّينَ اَلَّذِينَ اسْتَقَرُّوا عَلَى تُرابِها”.
كما أشار الوزير الأول إلى أن العالم سيشهد اسْتِفْحالَ هَذِهِ الظّاهِرَةِ مُسْتَقْبَلًا إِذَا لَمْ يَتِمَّ اِتِّخاذُ اَلتَّدابيرِ اَللّازِمَةِ وَتَنْفِيذِهَا فِي الوَقْتِ المُناسِبِ ثُمَّ إِنَّ المُعالَجَةَ الأَمْنيَّةَ لِمِلَفِّ الهِجْرَةِ وَإِنْ كَانَتْ تَسْتَجيبُ لِلضَّرُورَةِ المُلِحَّةِ لِلْحِفَاظِ عَلَى النِّظامِ العامِّ وَمُكافَحَةِ شَبَكاتِ التَّهْرِيبِ والِاتِّجارِ بِالْبَشَرِ، فَهِيَ لَا تُساهِمُ بِشَكْلٍ مُسْتَدامٍ فِي مُعالَجَةِ هَذِهِ الظّاهِرَةِ.